they said :

 

تفسير ايات الاستواء 

الاية  الثانية في  سورة  الاعراف   رقم  54

1-  تفسير جامع البيان في تفسير القرآن للطبري

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الْلَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
 {ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ} 
وقد ذكرنا معنى الاستواء واختلاف الناس فيه فيما مضى قبل لما أغنى عن إعادته.

2- تفسير البحر المحيط لأبي حيان

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي} لما ذكر تعالى أشياء من مبدأ خلق الإنسان وأمر نبيّه وانقسام إلى مؤمن وكافر وذكر معادهم وحشرهم إلى جنة ونار ذكر مبدأ العالم واختراعه والتنبيه على الدلائل الدالّة على التوحيد وكما القدرة والعلم والقضاء ثم بعد إلى النبوة والرسالة إذ مدار القرآن على تقدير المسائل الأربع التوحيد والقدرة والمعاد والنبوة.....

 وأما استواؤه على العرش:
1-  فحمله على ظاهره  من  الاستقرار  بذاته  على العرش قوم
2-  والجمهور من السّلف السفيانان ومالك والأوزاعي والليث وابن المبارك وغيرهم في أحاديث الصفات على الإيمان بها وإمرارها على ما أراد الله تعالى من غير تعيين مراد

3-  وقوم تأوّلوا ذلك على عدّة تأويلات.
 وقال سفيان الثوري فعل فعلاً في العرش سماه استواء وعن أبي الفضل بن النحوي أنه قال {الْعَرْشِ } مصدر عرش يعرش عرشاً والمراد بالعرش في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } هذا  وهذا   ينبو عنه ما تقرر في الشريعة من أنه جسم مخلوق معين .

ومسألة الاستواء مذكورة في علم أصول الدين وقد أمعن في تقرير ما  يمكن تقريره فيها القفال وأبو عبد الله الرازي وذكر ذلك في التحرير فيطالع هناك.

ولفظة {الْعَرْشِ } مشتركة بين معان كثيرة:

1- فالعرش سرير الملك ومنه (ورفع أبويه على العرش)( نكروا لها عرشها).
2-  و {الْعَرْشِ } السّقف وكل ما علا وأظل فهو عرش.

3- و {الْعَرْشِ } الملك والسلطان والعزّ، وقال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثل عرشها           وذبيان إذ زلّت بأقدامها النعل

وقال آخر:

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم         بعتيبة بن الحارث بن شهاب

4- والعرش الخشب الذي يطوى به البئر بعد أن يطوى أسفلها بالحجارة.
5-  والعرش أربعة كواكب صغار أسفل من العواء يقال لها: عجز الأسد ويسمّى عرش السّماك

6-      والعرش ما يلاقي ظهر القدم وفيه الأصابع.

 واستوى أيضاً يستعمل
1- بمعنى استقرّ
2- وبمعنى علا
3- وبمعنى قصد
4- وبمعنى ساوى
5- وبمعنى تساوى
6-وقيل بمعنى استولى وأنشدوا:

هما استويا بفضلهما جميعا             على عرش الملوك بغير زور

وقال ابن الأعرابي لا نعرف استوى بمعنى استولى والضمير في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } يحتمل أن يعود على المصدر الذي دلّ عليه خلق ثم استوى خلقه على العرش وكذلك في قوله {الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} لا يتعين حمل الضمير في قوله استوى على الرحمن إذ يحتمل أن يكون الرحمن خبر مبتدأ محذوف والضمير في {اسْتَوَى } عائد على الخلق المفهوم من قوله{تَنزِيلاً مّمَّنْ خَلَق الاْرْضَ وَالسَّمَـواتِ الْعُلَى}أي هو الرحمن استوى خلقه على العرش لأنه تعالى لما ذكر خلق السموات والأرض ذكر خلق ما هو أكبر وأعظم وأوسع من السموات والأرض ومع الاحتمال في العرش وفي استوى وفي الضمير العائد لا يتعيّن حمل الآية على ظاهرها  هذا مع الدلائل العقلية التي أقاموها على استحالة ذلك. وقال الحسن استوى أمره وسأل مالك بن أنس رجل عن هذه الآية فقال: كيف استوى فأطرق رأسه مليّاً وعلّته الرخصاء ثم قال: الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أظنك إلا ضالاً ثم أمر به فأخرج.  

3- تفسير الجامع لأحكام القرأن للقرطبي


قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء. 
وقد بينا أقوال العلماء فيها في (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولاً. والأكثر من المتقدّمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدّمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم ؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث.

والاستواء في كلام العرب هو:

1-      العلوّ والاستقرار. قال الجوهريّ: واستوى من اعوجاج، واستوى على ظهر دابته؛ أي استقرّ.

2-       واستوى إلى السماء أي قصد.
3- واستوى أي استولى وظهر
. قال:

قد استوى بِشرٌ على العِراق     من غير سيف ودمٍ مهراق

4-  واستوى الرجل أي انتهى شبابه.
5- واستوى الشيء إذا اعتدل. وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5) قال: علا . وقال الشاعر:

فأوردتهم ماء بفَيْفَاء قفْرَةٍ     وقد حَلّق النجمُ اليمانِيّ فاستَوَى

أي علا وارتفع. قلت: فعلوّ الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علوّ مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلوّ مشتركاً بينه وبينه؛ لكنه العليّ بالإطلاق سبحانه.

 قوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ} لفظ مشترك يطلق على أكثر من واحد.
1- قال الجوهري وغيره: العرش سرير الملِك. وفي التنزيل {نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا} (النمل: 41)، {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى
الْعَرْشِ} (يوسف: 100).
2- والعرش: سقف البيت.
3- وعرش القدم: ما نتأ في ظهرها وفيه الأصابع.
4- وعرش السِّماك: أربعة كواكب صغار أسفل من العَوّاء، يقال: إنها عَجُز الأسد.
5- وعرش البئر: طيُّها بالخشب، بعد أن يُطْوَى أسفلها بالحجارة قدر قامة؛ فذلك الخشب هو العرش،
    والجمع عروش.
6- والعرش اسم لمَكَّة.
7- والعرش الملك والسلطان. يقال: ثُلّ عرش فلان إذا ذهب ملكه وسلطانه وعزّه. قال زهير:

تداركتما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْشُهَا     وذُبْيَانُ إذ ذَلّتْ بأقدامها النّعْل

وقد يؤوّل العرش في الآية بمعنى المُلْك، أي ما استوى المُلْك إلا له جل وعز. وهو   قول حَسَن وفيه نظر، وقد بيّناه في جملة الأقوال في كتابنا. والحمد لله.  


4- تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل للبيضاوي  


{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ  السَّمَـوَاتِ وَالاْرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أي في ستة أوقات كقوله: {وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ } أو في مقدار ستة أيام، فإن المتعارف باليوم زمان طلوع الشمس إلى غروبها ولم يكن حينئذ، وفي خلق الأشياء مدرجاً مع القدرة على إيجادها دفعة دليل للاختيار واعتبار للنظار وحث على التأني في الأمور.

 {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } استوى أمره أو استولى، وعن أصحابنا أن الاستواء على العرش صفة لله بلا كيف، والمعنى: أن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهاً عن الاستقرار والتمكن، والعرش الجسم المحيط بسائر الأجسام سمي به لارتفاعه، أو للتشبيه بسرير الملك فإن الأمور والتدابير تنزل منه وقيل الملك.

 

5-  تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي


{ثمّ استوى} استولى {على العرش} أضاف الاستيلاء إلى العرش وإن كان سبحانه وتعالى مستولياً على جميع المخلوقات، لأن العرش أعظمها وأعلاها. وتفسير العرش بالسرير والاستواء بالاستقرار كما تقوله المشبهة باطل، لأنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان وهو الآن كما كان، لأن التغير من صفات الأكوان. والمنقول عن الصادق والحسن وأبي حنيفة ومالك رضي الله عنهم، أن الاستواء معلوم، والتكييف غير معقول ، والإيمان به واجب، والجحود له كفر، والسؤال عنه بدعة.  

  6-  تفسير بحر العلوم للسمرقندي


{
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } قال بعضهم: هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله. وذكر عن يزيد بن هارون أنه سئل عن تأويله فقال تأويله: الإيمان به. وذكر أن رجلاً دخل على مالك بن أنس فسأله عن قوله {الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(طه: 5) فقال: الاستواء غير مجهول والكيفية غير معقولة، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً. فأخرجوه. وذكر عن محمد بن جعفر نحو هذا.

وقد تأوله بعضهم وقال {ثُمَّ } بمعنى الواو فيكون على معنى الجمع والعطف، لا على معنى التراخي والترتيب.

ومعنى قوله: {اسْتَوَى} أي استولى، كما يقال فلان استوى على بلد كذا يعني: استولى عليه فكذلك هذا. معناه: خالق السموات والأرض، ومالك العرش.

ويقال: ثم صعد أمره إلى العرش. وهذا معنى قول ابن عباس. قال صعد على العرش. يعني: أمره، ويقال قال له: كن فكان،

ويقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } أي كان فوق العرش قبل أن يخلق السموات والأرض، ويكون {عَلَى } بمعنى العلو والارتفاع، ويقال استوى يعني استولى.

وذكر أن أول شيء خلقه الله تعالى القلم ثم اللوح. فأمر القلم بأن يكتب في اللوح ما هو كائن إلى يوم القيامة. ثم خلق ما شاء. ثم خلق العرش ثم حملة العرش ثم خلق السموات والأرض.

وإنما خلق العرش لا لحاجة نفسه ولكن لأجل عباده ليعلموا أين يتوجهون في دعائهم لكي لا يتحيّروا في دعائهم، كما خلق الكعبة علماً لعبادتهم، ليعلموا إلى أين يتوجهون في العبادة. فكذلك خلق العرش علماً لدعائهم ليعلموا إلى أين يتوجهوا بدعائهم.  

7- تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي


وقوله سبحانه: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } معناه عند أبي المعالي وغيره من حُذَّاق المتكلمين: الملك، والسلطان، وخصّ العرش بالذِّكْرِ تشريفاً له ؛ إذ هو أَعْظَمُ المخلوقات. وقوله سبحانه: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالاْمْرُ } «ألا»: استفتاح كلام. وأخذ المفسرون «الخَلْق» بمعنى المخلوقات، أي: هي كلها مِلْكُهُ، واختراعه  

8 -  تفسير تفسير القرآن الكريم لإبن كثير

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الْلَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
 وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، لا يشبهه شيء من خلقه و { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ} (الشورى: 11) بل الأمر كما قال الأئمة، منهم: نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى،

9- تفسير النكت والعيون للماوردي


{
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} فيه قولان:

أحدهما: معناه استوى أمره على العرش، قاله الحسن.
والثاني: استولى على العرش، كما قال الشاعر:

قد اسْتَوَى بِشْرٌ على العِرَاقِ      مِن غَيْرِ سَيْفٍ ودم مُهْرَاقٍ

وفي{الْعَرْشِ}ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه المُلْك كني عنه بالعرش والسرير كعادة ملوك الأرض في الجلوس على الأسر ة، حكاه ابن بحر.
والثاني: أنه السموات كلها لأنها سقف، وكل سقف عند العرب هو عرش، قال الله تعالى:
 {خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا[الكهف: 42][الحج: 45] أي على سقوفها.
والثالث: أنه موضع في السماء في أعلاها وأشرفها، محجوب عن ملائكة السماء.  

  10- تفسير ارشاد العقل السليم لأبي السعود


 
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }
أي استوى أمرُه واستولى وعن أصحابنا أن الاستواءَ على العرش صفة الله تعالى بلا كيف والمعنى أنه تعالى استوى على العرش على الوجه الذي عناه منزهاً عن الاستقرار والتمكن،
والعرشُ الجسم المحيط بسائر الأجسام سمي به لارتفاعه أو للتشبـيه بسرير الملِك فإن الأمورَ والتدابـير تنزِل منه وقيل: الملك.  

P. 1

  صفحة ايات الاستواء 
 
Arabic Index

 

首 頁
INDEX