¡@

قيل

ابن تيمية وعقيدته في قدم العالم بالنّوع

الاستاذ ياسين بن ربيع عفا الله عنه وعن والديه وذويه  الجزائر

الحمد لله وبعد:

من الـمقرر في عقيدة الإسلام أن الله جلّ وعلا خالق كل شيء وقد كان ربنا ولا مخلوق ثمّ خلق الخلق، هذه عقيدة مسلّم بها، قال ربنا:" اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ" وقال عزّ من قائلٍ:" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ" وغيرها من النّصوص الواضحات، ولكن ابن تيمية يزعم غير ذلك !!!، فهو يدّعي بأن نوع الـمخلوقات قديم والـحادث هو أعيانها أو أفرادها، ولـمعرفة الفرق بين نوع الـمخلوق وعينه نضرب مثلاً:

النّوع = الإنسان           ...        او     (الانسانية = نوع )
الأفراد = ذكر، أنثى       ...               (الافراد زيد وعمر وهند وسلمي مثلا)
كذلك :
النّوع = اللّون           
الأفراد = أبيض، أسود...الخ

ويمكن تلخيص الـمقصود من كلام ابن تيمية بأن العالَم قديم بنوعه حادث بأفراده كالآتي: قبل هذا العالَم كان هناك عالَما آخراً أفناه الله وخلق بعده هذا العالَم الـمشاهد اليوم، وقبل ذاك العالَم الذي أفناه الله كان هناك عالَماً آخر أفناه الله وخلقه بعده وهكذا إلى ما لا بداية !!!

أما عن السائق الذي حمل ابن تيمية على تبنّي مثل هذا الرأي الفلسفي الفاسد والـمعتقد الضال الكاسد فهو: اعتقاده بأن الله موصوف بصفات الكمال، فهو سبحانه يفعل ما يشاء لأن الفعل كمال له وعليه فلا يجوز أن يكون ربّنا مُعطَّلاً عن الفعل ثُمّ يفعل!!! ولَمّا كان ذلك يفضي إلى قدم الـمخلوقات التزم بذلك لكن قدمها بالنّوع لا بعينها، بمعنى أن الـمخلوق الـمعيّن الفرد كالعرش مثلاً أو الأرض أو... ليس بأزلي وإنّما نوع الـمخلوقات هو الأزلي !!!، وذهب إلى أنّ كلّ من لَم يوافقه في عقيدته هذه فهو ملزوم بأن الله كان غير خالقٍ ثمّ صار خالقاً، غير قادرٍ ثم صار قادراً... أي أنّه تعالى كان ناقصاً ثمّ صار كاملاً !!!...وقد أجاب أهل العلم عن هذا إلزام الـخاوي بأجوبة شافية كافية وإليك خلاصة كلامهم:
هناك:
(1) صفة الخلق وهي قديمة، والله متّصفٌ بها قبل أن يَخلق الخلق، لأنّ كماله تعالى بذاته لا بخلقه والقرآن يقول: " إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"
(2) فعل وهو حادث، لأنَّ الله خلق الـمخلوقات بعد أن لَم تكن أي أحدثها بعد عدمها
(3) فاعل الذي هو الـخالق القديم سبحانه وتعالى، وعليه فصفاته (=كالخلق) قديمة كذاته، وهو موصوف بصفة الخلق سواء خلق الخلق أم لم يخلقهم
(4) مفعول الذي هو نتيجة الفعل (=الخلق)، و هو حادث

فتبيّن أن الصفة (=صفة الخلق) قديمة مع الله، والـحادث هو آثار تلك الصفة أي الـمفعول (الـمخلوق: نوع أو فرد)، فلا إشكال كما ترى ولا وجه للخلط بينهما، فالله عزّ وجل موصوف بإحياء الـموتى قبل فعل الإحياء، والله عزّ وجل موصوف بأنه الشـافي قبل أن يشفي الـمريض، والله...الخ، ولهذا قال الطحاوي في عقيدته المشهورة : "لَيْسَ مُنْذُ خَلَقَ الخَلْقَ اسْتَفَادَ اسْمَ الخَالِقِ وَلا بِإِحْدَاثِهِ البَرِيَّةَ اسْتَفَادَ اسْمَ البَارِي لَهُ مَعْنَى الرُّبُوْبِيَّةِ وَلا مَرْبُوْبٌ، وَ مَعْنَى الخَالِقِ وَلا مَخْلُوْقٌ كَمَا أَنَّهُ "مُحْيِي المَوْتَى" بَعْدَمَا أَحْيَاهُم اسْتَحَقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ كَذلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ ذَلِكَ: بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَيْـهِ فَقِيْرٌ وكل أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيْرٌ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البصير }".فتأمّل

وممّن رد على ابن تيمية في هذه العقيدة الهالكة، الحافظ ابن حجر في الفتح: (الوثيقة رقم 1)

وإليك بعض أقوال ابن تيمية مبسوطة في كتبه:
أوّلاً: ألّف ابن حزم الظاهري كتاباً عنوانه "مراتب الإجماع"، ذكر فيه إجماع العلماء في شتى الـمسائل، وألّف ابن تيمية نقداً على هذا الكتاب ذكر فيه ما ينتقده من كلام ابن حزم...ومن جملة الأمور الـمجمع عليها عند علماء الإسلام ما ذكره ابن حزم في كتابه هذا حيث قال:" باب من الإجماع في الاعتقادات يكفّر من خالفه بإجماع: اتّفقوا أن الله عزّ و جلّ وحده لا شريك له، خالق كلّ شيء غيره، وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه، ثم خلق الأشياء كلّها كما شاء، وأن النفس مخلوقة، والعرش مخلوق، والعالم كلّه مخلوق".انتهى، ولكن هذا الـمعتقد الواضح والصحيح لَم يرق لابن تيمية فراح ينتقده...وإليك قوله، ولك أن تعجب وحقّ لك ذلك: (الوثيقة رقم 2)

ثانياً: لا محذور شرعي ولا عقلي في أن يكون نوع الـمخلوقات عند ابن تيمية قديم مع الله، بل هذا من كماله سبحانه وتعالى!!! (الوثيقة رقم 3)

ثالثاً: ابن تيمية يزعم بأنّ قول: ((( الله يخلق الخلق من خلق قبله وهكذا إلى ما لا بداية!!!)))، هو قول السلف والفقهاء قاطبة والجمهور!!! (الوثيقة رقم 4)

رابعاًً: ابن تيميّة يزعم بأنّ الباري سبحانه وتعالى لَم يذكر قطّ أنّه خلق شيئًا من عدم!!!، والـمشاهد أنَّ الله يخلق الـمخلوق من مخلوق آخر وهلمّ جراًّ!!! (الوثيقة رقم 5)

خامساً: ابن تيميّة يزعم بأنّ كون الـمخلوق خُلق من مادة أبلغ في العبودية وأبعد عن مشابَهة الربوبيّة من كونه (=الـمخلوق) خُلق لا من شيء!!! (الوثيقة رقم 6)

هذه بعض النّقولات، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ابن تيمية كما ذكر أئمة الإسلام الذين ردوا عليه وحبسوه بسبب معتقداته الضالة، يعتقد أزلية الـمادة وأن نّوع العالَم قديم مع الله جل وعلا كما نقل عنه قوله في أزليّة العرش !!!

( وانما حبسوه ولم يقتلوه لانكاره احيانا واظهار توبته احيانا اخرى، فمن ورع ائمتنا رضوان الله عليهم حكموا بسجنه لشبهة  انه قد يكون هذه المرة تاب صادقا لكن لا يضمنون عوده لتكرر حدوث ذلك منه.. وايضا وهو الاهم  حفاظا على عقيدة العوام من فتنه لا سيما الذين يخالطوه ).

وأما عن أتباع ابن تيمية من الوهابيّة ممّن هم أتبع له من ظلّه، فنكتفي بذكر قول ابن العثيمين في ذلك، حيث تناقض في نفس الـمحل وتبنّى في الآخر قول ابن تيميّة !!!: (الوثيقة رقم 7)

وأما الألباني، فلم يدرِ ما يفعل، مع أن الـمسألة يترتّب عليها أمور جدّ خطيرة، إلاّ أن يقول عن ابن تيمية : ليته لَم يفعل!!!، فقال وهو يعدّد الفوائد الـمستقاة من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ الْقَلَمَ ، وَأَمَرَهُ فَكَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ " : (الوثيقة رقم 8)

(مع ان اول المخلوقات  هو الماء كما روى البخاري والبيهقي وابن الجارود والسدي وغيرهم من كبار الحفاظ والمحدثين..وذا دليل على جهاله الالباني مدعي العلم والفهم)

نسأل الله السلامة والعافية والله الموفّق لا رب سواه وهو أعلى وأعلم

¡@
¡@
¡@
¡@
¡@
¡@
¡@
¡@